مع بداية عام 2025 ، لم يعد الحديث عن مستقبل التجارة الإلكترونية شيئاً لا نستطيع فهمه ، حيث أصبح الآن واقعاً نعيشه كل يوم ، إذا أصبحت الكثير من مشترياتنا وعمليات الدفع التي نقوم بها تدخل ضمن نطاق التجارة الإلكترونية.

شراؤك لسلعة تحبها من متجر إلكتروني للعلامة التجارية، شراءك سلع من منصات مثل أمازون Amazon ، استخدامك لتطبيقات توصيل الطعام ، شراؤك لتذاكر السفر ، وغيرها الكثير والكثير ، أصبحت الآن سهلة الوصول من خلال تطبيق على هاتفك الجوال أو موقع إلكتروني.

أما الآن ، فقد أصبح الحديث عن : كيف استفيد من عالم التجارة الإلكترونية بأقصى قدر ممكن ؟

من أين ابدأ ؟

أول سؤال تطرحه على نفسك حتى تحدد وجهتك في التجارة الإلكترونية: هل لدي “منتج” جاهز للبيع ؟ أم ليس لدي منتج بعد ؟

إذا كنت شركة ، وتمتلك منتج أو عدة منتجات تبيعها ، يمكنك مباشرة إنشاء متجرك الالكتروني، والتواصل مع فريق خدمة التجار لمساعدتك في إعداد المتجر.

أولاً

قبل أن تبدأ بإنشاء متجر الكتروني ، وقبل الدخول لعالم التجارة الإلكترونية ، لابد أن تعرف أن التجارة الالكترونية هو مكونة من كلمتين: “تجارة” و “الكترونية” . هذا يعني أنها في الأصل “تجارة” ولها شكل “الكتروني” ، وهذه التجارة تستخدم الأدوات التقنية والالكترونية كوسائل لـ “تسهيل” تجارتك و “بيع” منتجاتك.

أول ما تبدأ فيه لبدء تجارتك هي باختيار “المنتج” الذي ستبيعه لعملائك. والمنتج إما أن يكون منتج “ملموس” أو “خدمة” تقدمها.

هناك الكثير من المنتجات والسلع التي يتبادلها الناس فيما بينهم ، إذ عادة تكون هناك منتجات يحتاجها الناس للاستخدام بشكل متكرر ، وهناك منتجات أخرى يحتاجها الناس لكن تستخدم لعدد قليل من المرات أو لمرة واحدة ، وكذلك هناك منتجات “لا أحد يحتاجها”!

ولأجل أن تكون تجارتك ناجحة بعد توفيق الله، حاول أن تبيع ” ما يحتاج الناس إليه “ من منتجات أو خدمات. هكذا بكل بساطة!

ستحتاج في البداية إلى البحث حولك عن منتجات يحتاجها الناس ، حيث تقوم بشراءها بكميات بالجملة ثم بيعها لهم بالتجزئة ، أو تقوم أنت بإنتاج وتصنيع هذه المنتجات كمنتجات خاصة بك أو بعلامتك التجارية.

هناك عدة طرق، لكن من أفضلها هو تحديدك لـ “فئة عملاء” تستهدفها في البداية ، ثم تحدد ما هي المنتجات التي تحتاجها هذه الفئة. وبذلك يمكنك قياس هل هذه الفئة تحتاج لهذا المنتج بشكل ضروري ؟ وهل هي مستعدة “للدفع” من أجل الحصول على هذا المنتج؟ وهل المنتج “يحل مشكلة” لدى الفئة المستهدفة؟

على سبيل المثال: إذا افترضنا استهداف سوق قطاع التعليم ، هناك عدة فئات في هذا القطاع: المعلمون ، الطلاب ، المدارس ، الجهات التعليمية الأخرى.

فلو أخذنا فئة المعلمين ، سنجد أن المعلم يحتاج عادة إلى : أوراق ، دفاتر ، أقلام ، جهاز حاسب أو لوحي للشرح، وغيرها. ماذا لو قمنا بتوفير هذه الاحتياجات في متجر الكتروني واستهدفنا فئة المعلمين فقط ، من خلال عمليات الاستهداف في المنصات الإعلانية؟

بعد أن حددنا “فئة العملاء” وحددنا “المنتجات التي يحتاجونها” نبدأ بعدها في معرفة كيف سنوفر هذه المنتجات لهم من مصادر “الجملة” ، أو نقوم بتصنيع منتج خاص يحل مشكلة محددة لدى المعلمين ، على سبيل المثال: قلم لا يسبب اتساخ الثياب أو اليد !!

بهذه الطريقة ، نكون قد خطونا الخطوة الأولى لبدء أي تجارة، وذلك بتحديد فئة العملاء المستهدفة ، واختيار المنتجات التي تحتاجها هذه الفئة.

بعد أن حددنا المنتج (سواءً بشراءه جملة وبيعه بالتجزئة ، أو قمنا بتصنيعه بشكل خاص) نبدأ الآن بحساب التكاليف ، كم سيكلف شراء أو تصنيع المنتج ؟ وبكم سيتم بيعه ؟ هنا نبدأ بحساب هامش الربح. بعد ذلك نحسب التكاليف الأخرى (مثل: رسوم منصة التجارة الإلكترونية، تكاليف الطباعة والتغليف، تكاليف الشحن، رواتب الموظفين، …) وغيرها من التكاليف.

بعد معرفة هامش الربح من المنتج ، ومعرفة التكاليف ، وحسابها بشكل شهري وسنوي ، هنا يمكننا معرفة “صافي الربح” الذي ستحصل عليه أنت كصاحب متجر الكتروني. حيث يمكنك وقتها أن تقرر : هل صافي الربح يستحق كل هذا العناء والجهد ؟ وهل يعد الدخول للتجارة الالكترونية استثماراً ناجحاً للمال والوقت؟ مع التنبيه أن “هامش الربح” يختلف عن “صافي الربح.

هامش الربح = سعر البيع – تكلفة شراء أو صناعة المنتج

مثال : سعر البيع (100 ريال) – تكلفة شراء أو صناعة المنتج (60 ريال) = هامش الربح (40 ريال)

صافي الربح = هامش الربح – التكاليف الأخرى (ايجار ، رواتب ، وغيرها، تقسم على أساس سنوي ثم توزع على كميات البضاعة المباعة)

مثال: هامش الربح (40 ريال) – التكاليف الأخرى (20 ريال) = صافي الربح (20 ريال)

الخلاصة

عالم التجارة الإلكترونية عالم كبير وفيه الكثير من الفرص والمكاسب ، ولكن أيضاً فيه الكثير من التحديات ، لذلك ستحتاج في البداية إلى تعلم التجارة ، وتعلم أدوات التجارة الإلكترونية ، وتحديد ما هي المنتجات التي ستبيعها ، قبل أن تقوم بإنشاء متجرك الالكتروني.